بقلم : أيمن عامر
لقد هاجمت العديد من القوي السياسية والائتلافات الثورية اقتحام السفارة الإسرائيلية من منطلق أن الاقتحام مخالف للقانون الدولي واتفاقية جنيف وهذا صحيح ولكن السؤال منذ متي وإسرائيل تحترم القانون الدولي والأعراف الدولية واتفاقيات السلام فمن المعروف أن إسرائيل تضرب بهم عرض الحائط ولم تلتزم بقرارات الأمم المتحدة الملزمة منذ احتلالها فلسطين العربية عام 1948 كما لم تلتزم باتفاقيه السلام المعروفة بكامب ديفيد والموقعة عام 1978 وكذلك معاهده السلام لعام 1979 واخترقتها مررا وتكرارا فضلا عن قتلها الآلاف من الأسري المصريين العزل من السلاح عام 1967 بدون تجريم حتى الآن وهو ما جعلها تتمادي في انتهاك الحدود المصرية ولا تبالي بالكرامة والسيادة الوطنية وتقتل الجنود والضباط المصريين تكرارا ومرارا في العهد البائد والذي كان يتغافل عن ملاحقتها أو حتى ردها عن تلك الجرائم المخالفة للقانون الدولي واتفاقيه السلام
وهكذا تعودت إسرائيل علي انتهاك الحدود المصرية غير مبالية بالسيادة والكرامة المصرية ولم تعرف أو تعي أن الشعب المصري بعد الثورة ليس كما كان قبلها فلم يعد مكتوف الأيدي أمام الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد السيادة المصرية أوعاجز عن مساندة القضية الفلسطينية فكانت حادثه قتل الجنود والضباط المصريين الستة في شهر أغسطس الماضي هي النقطة الفارقة بين تعامل الشعب المصري قبل الثورة وما بعدها فقام الشعب المصري بكل قواه السياسية وائتلافاته الثورية بمنتهي الحضارة والرقي وتقدم بمطالب تتعلق بحق الجنود المصريين الشهداء للمجلس العسكري ومجلس الوزراء والمتمثلة في طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وسحب السفير المصري من تل أبيب ومراجعة اتفاقيه السلام بما يسمح بتسليح وتعمير سيناء لمنع الاختراقات الإسرائيلية مره أخري ووقف جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية حتى اعتذار إسرائيل الرسمي لمصر . إلا أن إسرائيل رفضت كعادتها الاعتذار لمصر بل وزاد من سوء الأمر عنجهية السفير الإسرائيلي بالقاهرة أثناء اعتصام المتظاهرين المصريين أمام السفارة الإسرائيلية المطالبة بطرده . بإعلانه انه لن يغادر القاهرة إلا بأوامر من الحكومة الإسرائيلية
وكان المعتصمون قد علقوا اعتصامهم قبل عيد الفطر المبارك مصرين علي تحقيق مطالب الشعب المصري والقصاص للجنود معلنين العودة للاعتصام مجددا في 9/9 في حاله عدم تحقيق المطالب وفوجيء المصريون ببناء الجدار العازل أمام السفارة الإسرائيلية و الذي استفز المصريين أكثر وأكثر وذكرهم بالجدار العازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة ., حتى أعلنوا عن مسيره الشواكيش لهدمه والتي تلاقت مع مليونية تصحيح الثورة من شتي المحافظات وتلاها مسيرات التحرير لهدم الجدار وهو ما نجحوا فيه بالفعل . ثم توافدوا بعفوية نحو السفارة مطالبين بطرد السفير وهو ما رفضته قوات الشرطة العسكرية التي اشتبكت معهم لمنعهم مما أدي الي تطور الأمر وإلقاء المتظاهرين الحجارة عليهم من فوق الكوبري محاولين إحداث ثغره لدخول العمارة المجاورة للسفارة حتى نجحوا في اقتحامها كما هو معلوم
وتواكبت مع الاقتحام أحداث العنف والشغب المرفوضة بالطبع أمام مديرية أمن الجيزة وتلاها حرق لسيارات الشرطة وما قابلها من عنف مضاد من الأمن المركزي والمرفوض أيضاً نتج عنه استشهاد ثلاثة وأكثر من ألف مصاب وهي الأحداث التي تم إلصاقها خطا بأحداث اقتحام السفارة التي لم يستخدم فيها المقتحمون أي أنواع عنف أو شغب وكانت ردود فعل شعبيه لإرهاب إسرائيل باغتيالها جنودنا وضباطنا وتعديها السافر علي الحدود المصرية وللكرامة والسيادة الوطنية وردا علي امتناع إسرائيل حتى عن مجرد الاعتذار أو محاسبة القتلة الإسرائيليين والتي لم تكن الحادثة الأولي بل سبقها عشرات الانتهاكات في العصر البائد من منطلق انه لا رادع لها أو ملاحقه لجرائمها وهو ما تكرر بعد الثورة دون أي رد فعل رسمي مصري مناسب ضد إسرائيل وهو ما أدي الي الاقتحام الشعبي الذي شهدت عليه كصحفي متابع للأحداث من اجل إجبار إسرائيل علي إيقاف جرائمها وانتهاكاتها المتكررة وحفظا للكرامة والسيادة الوطنية بان الشعوب العربية لن تصمت مره أخري علي أي انتهاك إسرائيلي وحتى وان صمتت الحكومات
وكانت النتيجة القبض علي عشرات المقتحمين وتم الزج بهم في أحداث اقتحام مديرية أمن الجيزة علي الرغم من عدم مشاركتهم فيها وإحالتهم إلي محاكم امن الدولة والمحاكمه العسكرية وذلك في الوقت الذي لم تحاكم فيه مصر إسرائيل علي جرائمها ضد الجنود المصريين فكان أولي ملاحقه إسرائيل أولا وليس محاكمه من أرادوا أن يستردوا كرامة وسيادة مصر . فحاكموا قتلة إسرائيل قبل أن تحاكموا الثوار المصريين الأحرار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق