بقلم : محمد الريس
إخواني في الله.. قال تعالى في كتابه العزيز(يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين).
أحبائي الأعزاء، نحن نعيش فترة عصيبة ستخلد في تاريخ مصر وستذكرها كتب التاريخ وسنحكيها لأبنائنا في الكبر هي ثورة شباب 25يناير السلمية وليست الهمجية أو التخريبية.
خُضت التظاهرة على مدار خمسة أيام نمت إحدى لياليها في ميدان التحرير مع أصدقائي، ذهبت لأغطي الحدث يوم الثلاثاء الساعة الثانية عشرة ظهرا بأمر من رئيس التحرير فوجدت أغلبية أصدقائي مشتركين فيه فانضممت لهم طواعية، بدأناها بمطالب محددة:
*تطبيق الحد الأدنى للأجور وزيادته.
*توفير أكبر نسبة من فرص العمل
*حل مجلسي الشعب والشورى
*تعديل مادتي 76، 77
هكذا كانت جل مطالبهم، عندما ذهبت إليهم وكان عددهم لا يتجاوز وقتها 200 شخص وكانوا يهتفون (اسمعونا ...اسمعونا )هكذا بدأت سلمية وكأنها احتفالية كانوا في المنتصف ويحيط بهم مالا يزيد على 250جنديا من الأمن المركزي، ثم أخذ العدد في الكثرة حتى أصبح في المساء ما يقارب 5000 شخص، ثم أخذوا يعدون لجمعة الغضب يوم 28 وكانت الأجهزة الأمنية قد أخذت تنظم لقمع المظاهرة في مهدها وبدأ القمع بخراطيم المياه ثم القنابل المسيلة للدموع ثم الاشتباك بالأيدي والقذف بالحجارة.
استغلت بعض التنظيمات عالية المستوى ما حدث لتحريض المتظاهرين لقلبها من سلمية إلى همجية وفي نفس الوقت الذي يتظاهر فيه الشباب بدأت أعمال سلب ونهب وحرق لبعض المولات الكبيرة والمنشآت الصغيرة، وحرق لأقسام الشرطة في وقت واحد ونضعى خطا تحت في وقت وحد وما ينفذ بتنظيم لا يولد عن عشوائية.
بدأت أرى وأنا في قلب ميدان التحرير بعض الأصوات غير المصرية تردد شعارات كانت غير تقليدية منها( الشعب يريد إسقاط الرئيس)
بدأت أسأل من هؤلاء قال لي أحد الأصدقاء هؤلا جاليات عربية وأجنبية تعمل هنا في مصر ويدركون ما نعانيه ويقدمون لنا مساعدات مادية تتمثل في طعام وشراب وخلافه، ولكم أن تتعجبوا حتى لا نغادر المكان المثقفون منا وجبة كاملة(نصف فرخة مشوية + كانز + زجاجة مياة معدنية) وغيرنا ساندويتشات ولكن أقل تكلفة، ومن يريد المبيت يوفرون له بطاطين وأيضا باختلاف الطبقات.
قام الرئيس حسني مبارك بتعيين عمر سليمان نائبا له وكان واقفا بعيد عني ليس بكثير محمد البرادعي الزعيم الجديد، وبعد قرار التعيين وجدته يهتف (لا مبارك ولا سليمان كله عميل الأمريكان)، فأخذتني الحمية ولا أكذب لو قلت الغل الدفين منذ احتلال العراق فتوجهت نحوه أنا واصدقائي فتبسم في وجهي فقلت له أنت عميل الأمريكان وليس مبارك ولا سليمان ، وإذا بالفنان التافه خالد أبو النجا يضع يديه على كتفي ويقول أنت لا تعرف من هذا إنه سيكون رئيسك قريبا قلت له أعرفه جيدا هو من ساومته أمريكا بين نوبل أو الاعتراف بأن العراق بلد نووية فغرته الحياة الدنيا. فقال طيب ألا تعرفني قلت له وكيف هل يخفى القمر أنت جئت للشو الإعلامي أيضا، فأنتم فقط تركبون الموجة .
ثم خرج علينا الرئيس مبارك بخطابه العظيم يوم الثلاثاءالساعة الواحدة صباحا يلبي فيه نسبة كبيرة من طلباتنا المشروعة، فتعاطفنا معه عندما قال (ولدت في مصر وحاربت من أجل مصر وخدمت مصر وسأموت في مصر) وبكى الكثير منا على ما اقترفناه وما نادينا به من شعارات.
وقررنا مغادرة ميدان التحرير وإذا بشخص غير مصري يسألنا :أين أنتم ذاهبون ؟ لا رحيل قبل أن يرحل هو، قلنا له لقد استجاب لنا، قال إنه فقط يلف ويدور ومن يضمن لنا عدم خيانته ولكننا كنا مقتنعون ولكنه والبرادعي وحمدين صباحي أقنعوا البعض بالبقاء، ليس من أجل طلبات مشروعة ولكن للقفز على ثورة الشباب وقيادتها وزعامتها بطرق ملتوية.
وكان هناك بالأمس بعض الأصدقاء ليس للتظاهر ولكن لإقناع البعض الآخر بالعدول عن رأيهم ومعظمهم مصابين الآن وقاموا بإمساك الرجل من على الحصان وأوقعوه بعد ركله لهم ووجدوا أنه يحمل ترخيص مزاولة عمل سياحي وجاء للثأر ممن قام بقطع عيشه بقوله (ربنا ينتقم منكم خربتوا بيتنا وطفشتوا السياح ...عيالنا مش لاقيين ياكلوا). بعد كل هذا يجب أن نغادر ميدان التحرير ليذهب كل منا عمله وينام الأب مطمئنا على أولاده. ويعاود السائحون نشاطهم ويرجع 2 مليون عاطل إلى أعمالهم.
زعماء المعارضة يرفضون الحوار مع الحكومة باسم الشباب.
ألا يعلم هؤلاء الزعماء الذين كانوا مجرد ديكورات سابقة أننا قمنا بثورة عجزوا هم عن تحقيقها أننا مثقفون وواعون ولن يحكمنا بعد اليوم من لا يصلح وأننا سنختار الرئيس بانتخابات شرعية نزيهة.
المطلوب هو الهدوء والاستقرار.
المطلوب هو الهدوء لعودة 4 ملايين شاب تعطلوا عن العمل بعد المظاهرة السلمية التي تحول لثورة حرامية وجياع وتخريب ولا نقل إن النظام هو من خرب.
نحن نعرف الذي خرب ودمر هو تنظيم دولي عالي المستوى
لماذا تم أولا تدمير كل السجون السياسية وتهريب المسجونيين السياسيين منهم الإخوان وحزب الله وحماس.
المطلوب هو معرفة كيف وصل مسجون حماس بعد 4 ساعات إلى بيته ويتحدث للجزيرة أربع ساعات بعد هروبه من السجن هذا أشبه بالخيال، الفرد منا يحتاج أربع ساعات حتي يهب من التحرير لمدينة نصر، أبعد كل ها نقول إن النظام هو اللي خرب ودمر.
المطلوب هو كردون أمني وضرب كل المحتجين بميدان التحرير بالمدافع والدبابات لأنهم ليسوا شباب ثورة الغضب لأننا رحلنا بعد خطاب السيد الرئيس مبارك بل كلهم ميليشيات وحرامية الثورة . بل هم كالسرطان في المجتمع وإذا أصيب الجسد بالسرطان في إحدى المناطق فيجب بترها وهو ما يجب فعله مع هؤلاء المتسلقين على أكتافنا نحن شباب 25 يناير ، كل الوفديين والناصريين كانوا في سبات نوم عميق لمدة 30 عاما وكأنهم أصحاب الكهف واستيقظوا بعد ما ضربنا واشتبكنا.
المطلوب هو حفظ كرامة أب كل المصريين.
المطلوب هو القول (نعم لمبارك حتى آخر ولايته .....لا لا لا لمبارك بعد نهاية ولايته ) هذا هو المطلوب . هذا هو صوت العقل ..هذا هو صوت الحق ..هذا هو من ينادي بالمصلحة العامة.. .. لك الله يا مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق