بقلم : أيمن عامر
ما حدث يوم 28 يناير الماضى من انسحاب قوات وزارة الداخلية بعد اعتدائهم المفرط على المتظاهرين بجميع الوسائل القمعية من قنابل مسيلة ورصاص مطاطى وقنص بالرصاص الحى ودهس بالمصفحات لمدة ثلاثة أيام بدءاً من انتفاضة الشباب المصرى التى بدأت فى 25 يناير احتجاجا على البطالة وزيادة الأسعار مطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التى خلفت أكثر من مائتى شهيد وألف إصابة بين المتظاهرين والذين ردوا بالاعتداء على قوات الشرطة وحرق سياراتهم وبعض أقسام الشرطة ومقرات الحزب الوطنى والذى نتج عنه استشهاد ضابط وجرح أخرين وتبعه غياب أمنى تام فى جميع أنحاء مصر ثم عمليات نهب وبلطجة منظمة فى جميع محافظات مصر ثبت بعدها أنها مدبرة من قبل بعض قوات الشرطة من أجل سحب المتظاهرين من ميدان التحرير وخلق فوضى أمنية انتقاماً مما حدث لهم وبهدف خلق حالة سخط شعبى على المتظاهرين وهو ما أعتبر خيانة وطنية من جهاز الشرطة بعد الانسحاب من الميدان وخلق الفوضى فضلا عن تورطه فى فى عمليات السلب والنهب وما تبع ذلك بإصدار قرار الرئيس مبارك بنزول قوات الجيش للحفاظ على الأمن العام ومنشآت الدولة فضلا عن تأمين النظام المصرى من إسقاطه وإعلان الرئيس فى اليوم الرابع إقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة وتعديل الدستور وتعيين نائب للرئيس . وإقرار الرئيس مبارك بأنه كان يتابع الأحداث متأسفاً على أرواح الشهداء من المواطنين والشرطة ., وحتى المسيرة المليونية السلمية بميدان التحرير يوم الثلاثاء 2 مارس الجارى والتى طالبت بإسقاط كامل للنظام الحاكم وحزبه الوطنى بعد سقوط مئات القتلى والجرحى وعدم المصداقية للتغيير الذى حدث بعد عدم الإيفاء بوعود متكررة سابقة . وانتهائها بخطاب تاريخى للرئيس مبارك والذى أعلن فيه بمشاعر فياضة تضامنت معها مشاعر معظم المصريين عدم ترشحه لولاية جديدة , أعقبها خروج ألاف من مؤيدى الرئيس مبارك وأعضاء الحزب الوطنى ومجلس الشعب والذين أتجه الآلاف منهم إلى ساحة ميدان التحرير مقر اعتصام المتظاهرين معتليين الجمال والخيول ومسلحين بالأسلحة البيضاء وقنابل المولوتوف والتى إنصبت على المتظاهرين المسالمين العزل من أى أسلحة – حسب تأكيد د. مصطفى الفقى القيادى بالحزب الوطنى رئيس لحنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى - مخلفة ثلاثة قتلى و حوالي ألف ونصف مصاب مابين إصابة خطرة وبسيطة وذلك على مدار يوم وليلة مازالت مستمرة حتى كتابة تلك السطور . والعجيب والغريب وقوف قوات الجيش المصرى متفرجين مكتفين بإطلاق بعض الطلقات التحذيرية ودعوة المتظاهرين إلى ترك الميدان وهو ما يهدف إليه المعتدين . ودون أن يتصدوا للمعتدين أو يقبضوا عليهم ومصادرة أسلحتهم التى رصدها التليفزيون المصرى فضلا عن الفضائيات العربية والعالمية أو حتى يفصلوا بينهما للحيلولة دون وقوع قتلى وجرحى فضلا عن تهيئة لحرب أهلية على هوية سياسية فضلا عن تشوية سمعة مصر واقتتال المصريين بعضهم لبعضهم .والأخطر هو ادعاء مؤيدى الحزب الوطنى بالفضائيات أن مطلقى القنابل على المتظاهرين هم عناصر أجنبية . فإذا صحة تلك المزاعم الهادفة إلى تبرأت مؤيدى الرئيس من دم المتظاهرين فإن الأخطر فى حالة صحتها المشكوكة هو ترك الجيش المصرى لعناصر أجنبية تقتل وتصيب المصريين أمام عينه دون حمايتهم ., هذا فى الوقت الذى دعا فيه نائب الرئيس المعين بعد تلك الأحداث الحوار مع أحزاب المعارضة فى حين أن الثورة كان قوامها الحقيقي الشباب المستقل وكان الأولى بدأ حوار حقيقى ونزول ممثلى الحكومة الجديدة ونائب الرئيس مع المتظاهرين الشباب وسط ميدان التحرير بدلاً من مؤامرة النظام عليهم وتخلى كافة القوى الأمنية عن حمايتهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق