نرفض الاختراق الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة
والرئيس الإيراني للإمام الأكبر:
كل من يسيء إلى الصحابة الكرام فليس منا
استقبل الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في مكتبه اليوم السيد/ أحمدي نجاد، رئيس جمهورية إيران، والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة بشكل خاص، وفي العالم الإسلامي بشكل عام.
ابتدأ فضيلة الإمام كلمته بالصلاة والسلام على النبي وآله وصحابته أجمعين، واعتبر أن هذه الزيارة تأتي بعد فترة ركود بين العلاقات المصرية-الإيرانية.
وقال فضيلته: إن الأزهر الشريف - أقدم جامعة إسلامية في العالم فعمره يزيد على أكثر من ألف وخمسين عامًا، والتجلي الأخير للأزهر في العصر الحديث هو الأزهر جامعًا وجامعة، والجامعة يدرس فيها أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، من أكثر من مائة وثلاث دول، تمتاز هذه الجامعة بأنها تدرس الإسلام بكل أصوله وفروعه، دون إقصاء لمذهب من المذاهب، فتدرس فيه مذاهب أهل السنة والجماعة كأصل أصيل، كما تدرس فيه بعض المذاهب الإسلامية؛ كالإمامية والإباضية والمعتزلة، وسائر الفرق الإسلامية، إضافة إلى الفلسفة الإسلامية بكل مدارسها، وأضاف قائلاً: أنتم الآن في حضرة هيئة كبار العلماء، ومنهم أ.د. عبد الفضيل القوصي، المتخصص في الفيلسوف الكبير صدر الدين الشيرازي، وهو جعفري، وبينكم الأستاذ/ حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية ورسالته في لندن كانت عن الفيلسوف/ نصير الدين الطوسي، وكلنا نتابع باهتمام كتب الشيرازي وسائر كتب الفلاسفة الإسلاميين.
ونحن نعتبر الأستاذ/ محمد باقر الصدر، من كبار ناقدي الفلسفة الوضعية ، وذكر فضيلة الإمام أن الأزهر الشريف كان سباقاً ورائداً للتفاهم بين السنة والشيعة ، وكبار شيوخنا في الأزهر كانوا يطمحون للقضاء على الفتن المختلفة التي تفرق بين الأمة الإسلامية، كما شارك الأزهر في مختلف مؤتمرات الوحدة الإسلامية.
وأضاف فضيلته: أرجو ألا أكون خارجًا على واجب الضيافة فأقول: إن جل هذه المؤتمرات كانت تصب في مصلحة الشيعة الإمامية، على حساب أهل السنة وعقائد أهل السنة ورموزها، وهذا يفقد هذه المؤتمرات ما نرجوه.
كما قال: اسمحوا لي أن أقول: إنَّنا نأسف مما نسمعه دائمًا من سب للصحابة وأمهات المؤمنين- رضوان الله عليهم - وهذا أمرٌ مرفوض جملة وتفصيلاً.
وأضاف فضيلته: الأمر الجلَل الذي يجب التركيز عليه هو الاختراق الشيعي لمذاهب أهل السنة والجماعة؛ فمصر مثلاً كانت ولازالت معقلاً لأهل السنة والجماعة، ونحن نرفض رفضًا قاطعًا هذا الاختراق من الشيعة، ولا نحب لشباب مصر وأهلها أن يتشيَّعوا.
وعلى الرغم من أنَّ الأزهر يرى ويسمع دائمًا سب الصحابة والسيدة عائشة - رضي الله عنها - والإمام البخاري ، إلا أننا نضبط أنفسنا، ولا نريد أن يُجَرَّ الأزهر إلى معركة كلنا في غنًى عنها.
أمَّا الموضوع الأخَر الذي تطرق إليه الإمام الأكبر فهو موضوع وضعيَّة أهل السنة والجماعة في إيران؛ فكثيرٌ من أهل السنة في إيران شكوا إلينا أوضاعَهم وحقوقَهم كمواطنين إيرانيين لهم حقوق وعليهم واجبات، فالمواطنة لا ينبغي أنْ تُجزَّأ، وهذا أمر متَّفق عليه في النظم الحديثة والشريعة الإسلامية.
وهناك أمر أخير - واسمح لي سيادة الرئيس فأنا لست سياسيًّا - أن أصارحكم بمسألة أخيرة وهي مسألة التدخل في شئون البحرين والدول العربية، وأنا أتكلم بصفتي إمام أهل السنة والجماعة، فشعبنا العزيز في البحرين ينبغي أن يكون ولاؤهم لوطنهم، ولا ينبغي لأيٍّ كان أن يتدخل في شئونهم الداخلية.
كما تكلم الإمام الأكبر عن المشكلة السورية وضرورة العمل الفوري على وقف نزيف الدماء في هذا البلد العزيز .
وفي كلمته قال أ.د. عبد الفضيل القوصي: إنَّه أفنى جُزءًا من عمره في دراسة صدر الدين الشيرازي، ولكني آسَفُ من أننا لم نتبع هذا الفيلسوف الكبير في فسلفته العميقة في التركيز على الأصول والابتعاد عن الفروع والخلافيات، فالشيرازي وتلاميذه كانوا عارفين بمذاهب أهل السنة والجماعة، والملاحظ أنه لم يخضْ مع الخائضين في سب الصحابة، ولا حاول هو وتلاميذه نشر المذهب الشيعي في أوساط أهل السنة والجماعة، مستغربًا نسيانَ الإيرانيين الآن لهذا المنهج الذي يبتعد عن الخلافيات، مطالبًا بقفل أبواب المد الشيعي، آملاً أن نعمل سويًّا من أجل مصلحة الأمة.
وفي كلمته قال أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني: أشكر أخواننا في الأزهر الشريف على هذه الاستضافة ، ولقاء الإمام الأكبر وأصحاب الفضيلة هيئة كبار العلماء مثمنًا دور الأزهر الشريف عبر ألف سنة، وذكر أنَّه ليس عالمًا دينيًّا، ولا يعرف هذه الخلافات الدِّينية، ولا يريد أن يعرفها، وإنما يودُّ الكلام عن الوحدة الإسلامية، وأنه يعتقد أنَّ المهمة المشتركة بيننا هي الوحدة الإسلامية، والعلماء في النجف وقُم هم الذين باستطاعتهم إيضاح بعض ما ذكرتموه من مشاكل، ولكن حسبنا مع هيئة كبار العلماء أن نفكر في العمل من أجل هذه الأمة.
وأنا جئت إلى الأزهر لطرح مفهوم الوحدة، فتعالوا لنتوحد، فإنَّني لا أرى أيَّ مبرر للفرقة ونحن في جامعتنا نطرح القضايا التاريخية، وأعتقد أن المشاكل التاريخية قد عُولِجت في مدارس الدرس والبحث ، ونحن الآن نريد إصلاح الحاضر، فكلنا يشعر بهذا الواجب، واجب الوحدة في أقرب وقت، فالنبي الأكرم - صلى الله عليه وسلم - جاء لإحياء الإنسان أولاً، ثم لإقرار التوحيد واستئصال الظلم والجهل والخراب، وهذه هي المعاني المشتركة التي نوحد صفوفنا حولها، مضيفًا سيادته: أنَّ كل من يسيء إلى الصحابة الكرام فليس منَّا، وعكس ذلك أيضًا.
وفي الختام ناقش الإمام الأكبر بعض ما ورد في كلمة الرئيس أحمدي نجاد، وتكلم الوزير الإيراني زنكنة وبعض أعضاء الوفد الذين ركزوا جميعًا على ضرورة الوحدة الإسلامية بين أمتنا الواحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق