الأحد، يونيو 23، 2024

الرئيس على ناصر : مصر الدولة الأولى التى اعترفت بجمهورية اليمن الجنوبية ونتمسك بالوحدة اليمنية



 رئيس اليمن الأسبق

دعم عبد الناصر لليمن كان قرارًا استراتيجيًا.. وعلاقة تاريخية تربطني بـ"أخبار اليوم"

اليمن يمتلك 132 حقل نفط بِكرًا لم يستثمر.. والصراع هناك سببه دائمًا الموقع والثروة

الضغوط الإقليمية وراء انسحاب شركة إيطالية من استثمار حقول النفط اليمني

مصر رأس حربة العرب وتستطيع أن تنهض بالأمة.. واستقرار المنطقة يأتي من هدوء اليمن

الحرب اليمينية في الستينات استنزفت مصر والسعودية.. ودعم القاهرة وراء تثبيت النظام الجمهوري في صنعاء

في اليمن اليوم أكثر من رئيس ومن حكومة ومن برلمان.. والجيش تفرّق إلى ميليشيات

أنصح بالحوار مع إيران والسعودية والإمارات للوصول إلى حل دائم في اليمن

على كل طرف أن يقدم تنازلات بدون إقصاء.. والانتخابات تحكم البلد

مصر ضحت بالكثير من أجل القضية الفلسطينية.. وأزمة السودان وراؤها الخارج

مجموعة السلام العربي تطورت من معالجة الأزمة اليمنية إلى مشكلات ليبيا




بدأ الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد ، شبابه بالكفاح المسلح والثورة ضد الاحتلال البريطاني، حتى تحرير جنوب اليمن عام 1967 بعد 129 سنة من الاحتلال الانجليزي، وانتقل بعدها إلى السلطة في الدولة المتحررة "الجديدة وقتها" جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، محافظاً للجزر ثم وزيراً للدفاع ، ثم رئيساً لمجلس الوزراء، ثم  نائباً لرئيس الدولة ثم رئيساً لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لفترتين رئاسيتين والأمين العام للحزب الاشتراكي، حيث عمل كرئيس لمجلس الرئاسة من 26 يونيو 1978 حتى 27 ديسمبر 1978، وكرئيس للجمهورية في أبريل 1980 حتى عام 1986م، ثم أصبح أحد المؤيدين للاحتجاجات الشعبية اليمنية 2011م بهدف التغيير وليس التدمير.

وفي عام 2015 أسس ناصر "لجنة السلام اليمنية" في محاولة لوقف الحرب اليمنية والنزاعات المسلحة في دولة اليمن شمالاً وجنوباً، وكان من ضمن الشخصيات عبد السلام المجالي رئيس وزراء الأردن الأسبق والمهندس سمير حباشنة وزير الداخلية الأردني الأسبق وطاهر المصري رئيس مجلس النواب الأردني الأسبق وعباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وسفير فلسطين في عدن وعميد السلك الدبلوماسي العربي في عدن.

وفي عام 2022 نمت اللجنة الى "مجموعة السلام العربى"، التي عقدت اجتماعها التأسيسي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وتحت رعاية  أحمد أبو الغيط الأمين العام، للمساهمة في حل الصراعات العربية وإرساء السلام والاستقرار بالمنطقة العربية ونشر ثقافة السلام.

وبين تلك المحطات النضالية والثورية والسياسية والرئاسية والداعية للسلام والاستقرار، حقبات تاريخية في عمر الرئيس ناصر، تملئ بآراء وتحليلات كمشارك في تاريخ بلده اليمن.

«الأخبار المسائي» أجرت هذا الحوار مع الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر في مقر إقامته على ضفاف نيل القاهرة.

 



* في البداية، صف لنا علاقتك بالصحافة المصرية وتأثير "أخبار اليوم" في نقل الأخبار اليمنية وأحداثها التاريخية؟

** أرتبط  بمؤسسة أخبار اليوم بعلاقات تاريخية، فهي مدرسة للصحافة العربية ومنبر للثوار والثورات الوطنية التحررية ضد الاحتلال الاستعماري البريطاني والفرنسي والإيطالي لأوطاننا العربية، وكذلك كل الصحافة المصرية، هي من دعمتنا وأرسلت المراسلين الحربيين لجبهات القتال لنقل أخبار الثورة والكفاح المسلح ضد المحتل الأجنبي بالرغم من المخاطر، وكلها  لها منا كل تقدير لما قدمته لنا من دعم وتنوير، وأخص بالذكر نقيب الصحفيين الراحل مكرم محمد أحمد، كونه أول صحفي أقابله في اليمن عندما كان مراسلاً هناك لتغطية أخبار الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً، فكان مراسلا حربيا في جبهات القتال، حيث ألف مكرم كتاباً بعنوان "الثورة جنوب الجزيرة" وقد أصبح اليوم أحد المراجع التاريخية عن ثورة اليمن، وبعد دورة عسكرية خضعت لها مع بعض الفدائيين من عدن وجبهات القتال في حرب العصابات بمعسكر صالة بمدينة تعز التي يشرف عليها جهاز القيادة العربية في تعز وكان يُسمى "عملية صلاح الدين"، انطلقنا مع عدد من المناضلين مع الصحفي مكرم محمد أحمد من تعز إلى البيضا إلى الجبهة الوسطى، سيراً على الأقدام واخترقنا الحدود وسط كمائن نُصبت لنا على الطريق، ولم يعقنا شيء عن تحقيق أهدافنا، رغم ترحالنا المحفوف بالمخاطر والمتاعب، وكان مكرم وقتها يلتقي بالثوار والمواطنين ويسجل ويلتقط الصور في جبهات القتال، فنحن نعتز بالصحافة المصرية والصحفيين المصريين.

وكنا وقتها شباباً هدفنا تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني وواجهتنا كثير من المصاعب والكمائن وتعرضنا لإطلاق النار، أتذكر أننا أسقطنا إحدى الطائرات البريطانية من نوعية "هوكرهانتر" في جبل فحمان. وصورها الراحل مكرم محمد أحمد، فكان مكرم أول صحفي مصرى يغامر ويدخل إلى جنوب اليمن وقت الثورة والتحرير.

 


* هل التقيت الرئيس عبد الناصر وماذا دار بينكما ؟

** نعم التقيت الرئيس والزعيم جمال عبد الناصر في يونيو 1970 وكان لقاءً تاريخيًا وشكرته وأشدت بدور مصر في دعم الثورة اليمنية في الشمال والجنوب والثورات العربية والأفريقية التحررية وفي مقدمتهم الثورة الفلسطينية.




* نود تقديم نبذة عن ثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطانى ومساندة مصر لها؟

** بدأت الثورة في 14 أكتوبر 1963 بقيادة الجبهة القومية من جبال ردفان الشماء لمقاومة الاستعمار البريطاني الذى احتلها في 22  يناير 1839، وقتها لم يكن العالم يعرف شيئًا عن الثورة ، إلى أن جاء الرئيس جمال عبد الناصر إلى اليمن في أبريل 1964 وزار صنعاء وتعز بالقرب من حدود الجنوب، وقال الزعيم عبد الناصر من تعز للاستعمار البريطاني في خطاب مشهور: "على الاستعمار البريطاني أن يأخذ عصاه ويرحل من عدن"، واتخذ عبد الناصر قراراً حينها بدعم الثورة وتكليف مجموعة من الضباط المخلصين لتأسيس جهاز باسم عملية صلاح الدين، هذا الجهاز هو الذي أشرف على تدريب الفدائيين وكنت منهم، ومن أدواري الإشراف على توزيع السلاح ونقله إلى جبهات القتال وأيضاً نشر الأخبار الحربية إلى الإعلام المصري في صوت العرب وإذاعة القاهرة والإذاعات اليمنية، وكان لمصر دور كبير في دعم الثورة اليمنية حتى تحررت بالكامل من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م.

ونحن نحيي مصر شعباً وحكومة ورئيساً في الماضي والحاضر ونعتز بمصر لأن لدينا إيمان راسخ، أنه عندما تنهض مصر تنهض الأمة العربية كلها من الخليج إلى المحيط، ونتمنى لمصر، أن تتطور وتزدهر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.



*هل استمرت مصر في دعم الدولة اليمنية في الجنوب بعد التحرير؟

** بالفعل بعد قيام الدولة في الجنوب، كانت مصر الدولة الأولى التي اعترفت بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وأول من ساندت تلك الدولة الوليدة التي قامت في الجنوب بما تتمتع به بأهم موقع استراتيجى في عدن وباب المندب، ولأهمية عدن احتلها البريطانيون لمدة 129 سنة، ولذلك نحن ندفع ثمن هذا الموقع وأحياناً أخرى ندفع ثمن الموقف، كتبعيات الطوبغرافيا السياسية.


*كيف تصف أهمية الموقع الاستراتيجى لليمن؟

** لقد تحدثت مع اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات الراحل، فقال لي: "أنتم العمق الاستراتيجي لمصر"، وقد كان قرار عبد الناصر بدعم الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً قراراً استراتيجياً لأهمية الموقع الذي تتمع به اليمن في باب المندب والبحر الأحمر والمحيط الهندي وجزيرة العرب والقرن الأفريقي، إضافة لما يمتلكه من ثروات هائلة لم تكتشف بعد، فهناك 132 حقل نفط بِكرًا لم يستثمر أي منها بعد، فالصراع في اليمن دائما، على الموقع والثروة.


 


* وما أهمية الجزر اليمنية بالبحر الأحمر والمحيط الهندي؟

** بعد قيام الدولة في الجنوب أصدر الرئيس قحطان الشعبي قراراً جمهورياً سنة 68، بتعييني محافظاً للجزر في البحر الأحمر والمحيط الهندي لإثبات حق اليمن في سيادة هذه الجزر، وكان الوفد البريطاني أجهدنا خلال مفاوضات جنيف في نوفمبر 67، فحاول تدويل جزيرة بريم في باب المندب؛ أي جعلها تحت الوصاية الدولية، وكانوا يريدون جزيرة سقطرى أيضاً، كما طالبوا بالإبقاء على قاعدة عسكرية لهم في عدن، ورفض رئيس الوفد المفاوض قحطان الشعبي هذه المطالب.

وكما أسلفت سابقاً، فقد عُينت حينها محافظاً للجزر في المحيط الهندي والبحر الأحمر، وكتبت عنها في مذكراتي "الطريق إلى باب المندب".

وبعدها تقلدت عددًا من المناصب؛ وزيراً للإدارة المحلية ثم وزيراً للدفاع وبعدها رئيساً للوزراء فنائباً للرئيس ثم رئيساً للدولة، واستطعنا بناء دولة قوية مهابة في المنطقة كلها، كان التعليم في عدن مجانيًا وكذا السكن والمواصلات شبه مجانية.

 

* هناك من يدّعون أن الاحتلال كان قاطرة التقدم والتنوير، فماذا فعل الاحتلال البريطاني في التعليم اليمني من أجل التنوير؟

** الاحتلال البريطانى طوال 129 سنة لم يؤسس جامعة واحدة في عدن والمحميات، بينما في 10 سبتمبر 1975 أسسنا أول جامعة في عدن واعتبرنا ذلك اليوم عيداً للعلم يجري فيه تكريم أوائل الطلبة وعملنا علي تغيير المناهج من رياض الأطفال حتى المرحلة الجامعية، كما أطلقنا عام 84 برنامج محو الأمية وتعليم الكبار وتعليم البدو الرحل ونظمنا حملة شاملة بإشراف اليونسكو حتى أصبحت نسبة الأمية 2.5 % طبقاً لإحصائية اليونسكو، وهو إنجاز لم يكن موجودًا في أي دولة حينها، وقد اهتمينا بالتعليم كونه أساسًا للتقدم والنهضة والنماء.

تلك الجهود التي قامت بها حكومة الثورة بعد التحرير جاءت رداً علي سياسية التجهيل التي مارسها الاحتلال البريطاني في عدن والجنوب وفي كافة المستعمرات البريطانية في العالم.

 

ولا ننسى دور الدول الشقيقة في تقديم الخبرات والكفاءات بعد قيام الدولة في الجنوب، بعثت مصر أعدادًا كبيرة من المدرسين وساهمت في إنشاء معهد ناصر الزراعي في الحوطة عاصمة محافظة لحج.

كما بنت الكويت العديد من المدارس والمستشفيات والمنشآت الصحية ورعت الجانب التعليمي، ولا ننسى دور الأخوة في سوريا والسودان والعراق في إيفاد المدرسين والقضاة.



*ماذا يحدث في اليمن الآن وإلى أين يتجه؟

** اليمن يدفع

ثمن الموقع والموقف "الجيوسياسي" والثروات الهائلة البكر في الأرض والبحر؛ نفط وغاز ومعادن وسياحة وأسماك، فاليمن تعداده حوالي 40 مليون نسمة على مساحة 550 ألف كيلو متر مربع، ومع ذلك لم تستثمر هذه الثروات بسبب الحروب والصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية.

وفي عام 1982 اكتشفت شركة إيجيب الإيطالية، النفط في البحر بكميات تجارية، ومن النوع الممتاز، ولكن نتيجة الضغوط الإقليمية على هذه الشركة انسحبت وتركت الحقل، وهو قابل للاستثمار في أي وقت.

ونؤكد أن استقرار اليمن هو استقرار للمنطقة كلها، وقلت لإخواننا في الخليج عندما كنت رئيساً أن استقرار اليمن هو لمصلحتكم واستقراركم، والصراعات والحروب لا تخدم دول المنطقة ولا تحقق الاستقرار والتنمية فيها.

 عندما اندلعت الحرب في اليمن خلال مارس 2015م، توقع البعض الدخول إلى صنعاء خلال 30 إلى 45 يومًا، وقلت لهم في ذلك الوقت الدخول إلى صنعاء صعب، وقد يأخذ أكثر من ثلاث سنوات، وها نحن في السنة العاشرة للحرب، واستشهدت بتجربة الرئيس عبد الناصر والملك فيصل في الستينيات إبان قيام ثورة سبتمبر في الشمال التي أطاحت بالنظام الملكي، وقتها قدم الرئيس جمال عبد الناصر مساعدات لثوار سبتمبر الجمهوريين، والملك فيصل قدم مساعدات للملكيين، ودارت حرب أهلية في الشمال بين الجمهوريين والملكيين استمرت من سنة 62 حتى سنة 68، فتحولت إلى حرب استنزاف لمصر برجالها واستنزاف للسعودية بمالها، وفي النهاية عندما التقى الملك فيصل والزعيم جمال عبد الناصر بالخرطوم في 67م على هامش مؤتمر القمة العربية الرابع، وتحدثا عن ضرورة وقف الحرب، وكان الرئيس عبد الناصر زار جدة والسعودية قبلها لوقف الحرب، واتفقا علي وقف إطلاق النار، واتفقوا على سحب القوات المصرية من اليمن ووقف الدعم السياسي والعسكري والمالي عن الملكيين من اليمن، فالتضحيات التي قدمتها مصر أدت إلى الحفاظ على الجمهورية والثورة.

ونحن الآن بحاجة إلى وقف الحرب وإرساء السلام والاستقرار، وقدمنا أكثر من مبادرة، وطالبنا بالاحتكام إلى لغة الحوار بدلاً عن السلاح.

كما بادرت سلطنة عمان لإجراء حوار بين السعودية وجماعة "أنصار الله" تمخض عن ذلك ما سُميَ بخارطة الطريق لحل المشكلة في اليمن.

 وأصبح في اليمن اليوم أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من برلمان ومجلس شورى، إضافة إلى تفرق الجيش اليمني إلى ميليشيات مسلحة في كل من عدن وصنعاء.

ونطالب بوقف الحرب واستعادة الدولة برئيس واحد وحكومة واحدة وجيش واحد، ونبارك جهود سلطنة عمان والسعودية وأنصار الله لوقف الحرب.


*هل سياسة المحاورالإقليمية المختلفة تعرقل هذا الحل؟

** هناك ثلاثة أطراف لثلاث عواصم عربية وإسلامية يتحكمون في اليمن اليوم، وقلت للمبعوث الأممى لليمن أنصح بالحوار مع إيران والسعودية والإمارات للوصول إلى حل دائم وشامل للسلام والاستقرار في اليمن، ونحن حريصون على أن يشارك اليمنيون في صنع القرار والسلام.




*لماذا لم تقدِّم مبادرة للأطراف الخارجية والداخلية للوصول إلى اتفاق سلام؛ خاصة أنك على علاقة ومسافة واحدة من جميع الأطياف السياسية؟

** نعم أنا على اتصال مع كافة الأطراف سواء أنصار الله أو المجلس الانتقالى أو حزب الإصلاح أو حزب المؤتمر الشعبى العام أو القبائل، وكذلك على اتصال بالمحاور الإقليمية الفاعلة في اليمن وهي السعودية والإمارات وإيران وأيضاً الوسطاء عمان وقطر، وانحيازي لليمن فقط، فلا أريد السلطة ولكن أبحث عن حل لمشكلة الوطن، لذلك أناشد جميع الأطراف بوقف الحرب وإرساء السلام والاستقرار، لأننا عانينا من الحروب على مدار مائة سنة، فحان الوقت لهذا الشعب أن يستقر ويستثمر خيراته وهذا لن يتحقق إلا بوقف الحرب بشكل دائم واستعادة الدولة برئيس واحد وحكومة واحدة، ونحن بحاجة إلى فترة انتقالية حوالي خمس سنوات تشكل بها حكومة انتقالية تعيد مراجعة الدستور إلى أن تستعيد مؤسسات الدولة، بعدما انهار كل شىء في اليمن.

نحن بحاجة إلى عدم المساءلة لأحد في اليمن لأن جميعنا مسئولون عما يجري اليوم، ولابد أن يقدم كل طرف تنازلات للحل؛ لا منصور ولا مهزوم، ولا نريد إقصاء طرف على حساب طرف آخر، من ينتخبه الشعب يحكم البلد، عبر ثورة صناديق الانتخابات، ونأمل من جميع الأطراف الداخلية والإقليمية الاستجابة لهذا النداء.. وتحدثت مع الأمريكان والبريطانيين والروس والصينيين، ولدي مشروع للسلام مع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية من أجل استقرار اليمن والمنطقة.



 

* كمؤسس للوحدة الجنوبية ورئيس الجمهورية اليمنية الشعبية، كيف ترى مطالب الحراك الجنوبي بما يسمى بفك الارتباط وعودة دولة الجنوب؟

** أنا مع استمرار الوحدة اليمنية شمالاً وجنوبًا.. لماذا ؟، لأننا تربينا تربية قومية وناصرية، فسميت ابنى جمال تيمناً بالرئيس جمال عبد الناصر، فكانت الأمة العربية قوية بقوة مصر وبمشاريعها القومية العربية والأفريقية، فعبد الناصر أقام حركة عدم الإنحياز والشعوب كانت تحب عبد الناصر لأنه يعبر عن طموحات الجماهير،

ووقعت مع  محسن العيني رحمه الله أول اتفاقية للوحدة اليمنية بجامعة الدول العربية في 28 أكتوبر 1972م، وذلك بعد حرب نشبت بين الشمال والجنوب فتدخلت الجامعة العربية لحل المشكلة وأرسلت وفدًا إلى صنعاء، قابله الرئيس القاضي عبد الرحمن الأرياني ومحسن العيني رئيس الوزراء وأبلغوا الوفد بأنهم موافقين على وقف الحرب، ثم جاء الوفد لعدن والتقيت معهم وقالوا إن صنعاء ترحب بوقف إطلاق النار وسألوني: ما رأيك؟، فقلت لهم: نحن مع وقف الحرب من الساعة الخامسة يوم غد، وموافق للذهاب غداً إلى صنعاء لوقف الحرب، واتصلت بمحسن العيني رئيس الوزراء أمام وفد الجامعة العربية، واتفقنا على وقف الحرب فوراً بدءاً من الغد، على أن نلتقي في صنعاء أو في عدن، ثم تم الاتفاق على المقابلة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، ووقعنا أول اتفاق للوحدة اليمنية وهي أهم اتفاقية وحدوية وكانت اساس العمل الوحدوى طوال الفترة الماضية وحتى قيام الوحدة حتى ارتبط اسمى بالوحدة، ولهذا أنا مع الوحدة في الماضي والحاضر والمستقبل، والبديل هو الانفصال الذي يطالب به البعض بفك الارتباط  بين عدن وصنعاء، لكني لست مع هذا، وهم أحرار في قرارهم وخيارهم، لكنى لست مع مطالبهم، وقبل الوحدة في الماضي؛ التقيت مع وفد من المجلس الانتقالى في بيتى لمحاولة إقناعى بفك الارتباط وقبلها قابلت الرئيس الجنوبي الأسبق عَلي سالِم البِيِض -وهو الذي وقع علي اتفاق الوحدة مع رئيس اليمن الشمالي وقتها علي عبد الله صالح لتأسيس الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990 ورفعا معاً علم الوحدة في عدن-، وطلب مني في بيروت بالوقوف الى جانب استعادة دول الجنوب وقلت له إنك أنت الذي وقعت علي الوحدة ولست أنا، أنا مع الوحدة، لأن الوحدة تعني اليمن الكبير، وعلينا حل المشكلات التي خلفتها حرب 94م.




* كيف تثمن جهود مصر لدعم القضية الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلى علي قطاع غزة ؟

**  مصر ضحت بالكثير من أجل القضية الفلسطينية خلال حروب 48 و56 و67 و73 وحتى الآن، مصر هي الشقيقية الكبرى؛ ليست للشعب الفلسطينى وحده وإنما تجاه الأمة العربية كلها، مصر تتحمل ثمن موقعها الاستراتيجي وهناك من يريد إضعاف دورها القومي ولكن القاهرة لها ريادتها العربية والإسلامية والإقليمية، ومصر دعمت الشعب الفلسطيني سياسياً ودبلوماسياً وتفاوضياً بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة العدوان الإسرائيلى الغاشم، ومازالت تقوم بدورها القومي لحقن دماء الشعب الفلسطيني ودورها يشهد به العالم أجمع.



 

* ما منظورك للعدوان الإسرائيلي على غزة ؟

**  نحن مع غزة و مع صمود المقاومة الفلسطينية، فقد سجلت غزة أروع البطولات الفدائية في تاريخ الحروب والشعوب، مساحة لا تزيد عن 360 كيلو متر مربع، تصمد سبعة أشهر في أطول حرب في الصراع العربي الإسرائيلي، مع الأسف فالدول الغربية منحازة لإسرائيل في حرب الإبادة ضد غزة وفي كل الحروب. فيما مصر تحاول بذل الجهود المضنية من خلال المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الفلسطنيين والرهائن الإسرائيليين ولازالت الجهود مستمرة.

وفي يوم 5 مايو تحدثت هاتفياً مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية وأشدنا بصمود المقاومة في قطاع غزة وبقية المدن الفلسطينية، وحيينا الشعب الفلسطيني على صموده في وجه الجيش الإسرائيلي الذي كان يقال عنه إنه لا يقهر ولكن إرادة الشعب في غزة والمدن الفلسطينية حطمت هذه الأسطورة والوهم عند الشعوب، كما حيينا الانتفاضات الطلابية في الجامعات الأميركية والأوربية المطالبة بوقف الحرب وقطع العلاقات مع إسرائيل.




*  كيف ترى التحديات التي تواجه العالم العربي؟

** الأمة العربية بحاجة إلى مشروع عربي قومي، لأن حالة التشرزم والانقسامات والحروب دمرت اليمن وليبيا وسوريا ولبنان والعراق والصومال والسودان، حتى الجزائر أصيبت بالحرب الأهلية في نهاية التسعينات.

ونأسف لما يحدث في السودان من صراع عسكري يدمر الدولة وينهك الشعب، السودان هي العمق الاستراتيجي للأمن القومي المصري والعربي، وبشكل عام، فإن التدخلات الخارجية هى التى تمنع إرساء السلام في المنطقة وتغذي الانقسامات والصراعات المسلحة لإضعاف وإنهاك المقومات العربية ومنع الوحدة العربية ومنع التقارب بين الأطراف المتنازعة، وطالما القرار في الخارج فإن الأوضاع لن تستقر في الداخل، فلابد أن يحتكم السودانيون إلى الحوار السلمي ويجب أن تتوقف الأيادي الخارجية عن زعزعة الاستقرار في الشؤون الداخلية للدول العربية.

والسودان سلة الغذاء العربي مساحته أكثر من مليونى كيلو متر مربع، وكما نعلم لقد انفصل الجنوب عن الشمال وكنت أتمنى ألا ينفصل، وبعد الانفصال بدأ الصراع بين الجنوبيين وبعضهم البعض، وتحدثت سابقاً مع الجنرال جون جارنج وهو رجل سياسي وحدوي، وطالبته بالحوار مع الرئيس سوار الذهب وقال لي: "أمد يدي له ولأي رئيس سوداني من أجل وحدة السودان، وأنا ثابت على موقفي مع وحدة السودان، واستُقبل جارنج استقبالًا شعبيًا حافلًا في الخرطوم لتحقق عملية السلام بعد حرب أهلية طويلة امتدت حوالي 50 سنة، إلى أن أغتيل جارنج في طائرة في أوغندا، وكتبت مقالًا عنه بعنوان "فارس الجنوب الأسمر" وتغيرت الظروف وحدث الانفصال.



*كتبت مقالًا بعنوان "وطن لا نحميه لا نستحقه".. فكيف نحمي الوطن؟

** نحمي الوطن بالشعب والدستور ونحميه بالعدل، يُروى أن الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز، جاءته رسالة من أحد الحكام بأن هناك تمردًا ويريد الإذن منه لبناء سور لتحصين المدينة من المتمردين، فقال له عمرو بن عبد العزيز: "سوروها بالعدل"، فحيث وُجد العدل وُجد الاستقرار، واليمن جدير بالاستقرار حتى يعود اليمن السعيد كما كان يسمى.




* ما رأيك في عمليات الحوثيين بالبحر الأحمر؟

** أنصار الله بدأوا في صعدة  وبعض المحافظات ورفعوا شعار الموت لامريكا والموت لإسرائيل والنصر للإسلام واللعنة على اليهود، ومازالوا يرددونه حتى اليوم وعانوا من ستة حروب، بين كل حرب وحرب؛ حرب، وقلت إن جميعها حروب عبثية، وطالبت بإيقاف هذه الحروب في بدايتها، ولكن هناك قوى داخلية وخارجية تقف وراء هذه الحروب، بعد ذلك تم الاتفاق على وقف الحرب السادسة وقبلت جميع الاطراف بذلك، ثم دخل الحوثيون في الحوار الوطني في 2012م وشاركوا بإيجابية، بعدها تطور نشاط الحوثيين ووصلوا إلى صنعاء بالتحالف مع علي عبد الله صالح، بعد محاربتهم في ستة حروب متتالية، وذلك ليس حباً فيهم لكن كراهية لحزب الإصلاح "الإخوان المسلمين" وللفريق علي محسن الأحمر الذي انشق عنه مع بعض الضباط، بعد ذلك التقيت بوفد من أنصار الله في بيروت وقلت لهم إنكم دخلتم بالتعاون مع بعض الأطراف في صنعاء وتحت شعار "إسقاط حكومة الفساد وإسقاط الجرعة"؛ أي أسعار النفط، ونصحتهم حينها ألا يدخلوا عدن ولا باب المندب ولا يتعرضوا للرئيس عبد ربه منصور ولا يقتربوا من حدود السعودية، ولكنهم عملوا عكس تلك النصائح، وانتقدتهم بعد كل ما جرى وقالوا إن الرئيس علي عبد الله صالح هو الذي نصحهم ودفعهم الى هذه المواقف التي كانوا في غنى عنها، وما يجري اليوم في البحر الأحمر من صراعات وحروب بعد الحرب على غزة حيث أعلنوا أنهم لن يوقفوا عملياتهم حتى توقف الحرب على غزة، ونحن نريد السلام لغزة أولاً ولليمن ثانياً ولمصر والأمة العربية جمعاء.




*ما أهداف مجموعة السلام العربي التي ترأسها؟

** فكرة المجموعة بدأت بلجنة السلام اليمنية وكنا مجموعة تدعو إلى السلام باليمن، وتواصلنا في 2015 مع جميع الأطراف في محاولة لوقف الحرب وإرساء السلام، ثم طورنا الفكرة عندما اشتعلت الحروب في المنطقة كلها، إلى مجموعة السلام العربي وعقدنا أول اجتماع في أكتوبر 2022 برعاية أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وأكدنا في اجتماعنا الأخير في أول مايو الجاري على وقف الحرب في غزة وفي جميع البلاد العربية وإنهاء المشكلات المندلعة في ليبيا وسوريا واليمن والسودان والصومال، والجميع يؤكد علي الاحتكام للحوار من أجل السلام وإنهاء الحروب التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة العربية وفي المقدمة القضية الفلسطينية.















الثلاثاء، يونيو 18، 2024

سفير المهام الخاصة الروسي:نعمل على إعادة التوازن الدولى المتسم بالعدالة والسلام




إضطررنا للحرب بأوكرانيا بعد فشل الحلول السلمية

مؤتمر سويسرا للسلام فى أوكرانيا فشل لعدم دعوة روسيا

سيحل السلام عندما تتحقق الأهداف التى حددها روسيا قبل العملية العسكرية 

المحكمة الجنائية لم ولن تحقق العدالة الدولية


أيمن عامر

أكد الدبلوماسى روديون ميروشينك سفير المهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية ، أن مصر ستكون طرفا قويا فى النظام العالمى الجديد الذى يجرى إعداده حاليا، والذى يضمن تحقيق الثقل اللازم لإعادة التوازن العالمى لتنفيذ مصالح الشعوب. مؤكداً فى حواره الخاص    ، أن إنضمام القاهرة الى تجمع بريكس الإقتصادى يعد خطوة كبيرة نحو تحقيق هذا النظام العالمى، معلنا زيارته للقاهرة لتوضيح الحقائق للإعلام المصرى والدولى ، قائلاً أن دخول موسكو الحرب الروسية بأوكرانيا كان إضطرارياً بعد فشل كل المحاولات السلمية بهدف حماية الأمن القومى الروسى ، منتقداً مؤتمر سويسرا للسلام فى أوكرانيا لعدم دعوة روسيا . معلناً ، سيحل السلام عندما تتحقق الأهداف التى حددها روسيا قبل العملية العسكرية الخاصة .

وإلى نص الحوار


*فى البداية ما سبب زيارتك لمصر ؟

** حرصت على المجىء للقاهرة ولقاء المثقفين المصريين لتوضيح حقائق الحرب الروسية الأوكرانية علانية ، والهدف الرئيسى  من زيارتى لمصر هو نقل الحقيقة  للمصريين ومن قلب الإعلام المصرى ، وخاصة أن بين روسيا الاتحادية ومصر علاقات تاريخية واستراتيجية وهناك صداقة أخوية بين الشعبين الشقيقين والرئيسين الزعيمين  بوتن والسيسى ، ولذلك جأت لمصر لنقل الحقائق ، هناك أمور تحدث على الأرض ، ولكن تنقل إلى الرأى العام بشكل مختلف ، ولذلك جأت للقاهرة ومعى معرض للصور والفيديوهات التى توثق الحقائق بتواريخها ومواقعها وأسبابها من أرض المعركة  . العالم الأن يتحالف لكى يكتب الحقيقة  الموجودة على الأرض لكى يراها الضمير العالمى بعينه وهذا هو الهدف الرئيسى لنقل الحقيقة للمثقفين المصريين .


ونؤكد أن مصر ستكون طرفا قويا فى النظام العالمى الجديد الذى يجرى إعداده حاليا، والذى يضمن تحقيق الثقل اللازم لإعادة التوازن العالمى لتنفيذ مصالح شعوبنا. خاصةً بعد إنضمام القاهرة الى تجمع بريكس الإقتصادى الذى يعد خطوة كبيرة نحو تحقيق هذا النظام العالمى الجديد، فالقوة التى إكتسبها تجمع بريكس الذى يعد فى حقيقته أقوى من تجمع دول السبع الكبرى، حيث تحرص مجموعة الدول الأعضاء على تكوين نظاما نقديا وتجاريا خاص بهم للوقوف فى وجه سيطرة الولايات المتحدة على النظام البنكى العالمى وتأثيرها السلبى على المنظمات الدولية، وخاصة المالية بهدف إستخدامها طواعية للضغط على الدول التى لا تسايرها ولا تتفق معها فى توجهاتها التدميرية التى لحقت بعدة دول عربية فى الشرق الأوسط وحاليا اوكرانيا، وذلك بعد تضرر روسيا من خروجها من نظام الدفع النقدى العالمى “سويفت” وفرض العقوبات عليها من أجل دفعها لإتخاذ قرارات فى غير صالح شعبها.

ونشدد على الدور المتنامي لمراكز القوى الجديدة الناشئة، بما في ذلك دول الشرق الأوسط وأفريقيا.  والتشديد على أهمية تعزيز التفاعل بين روسيا ومصر في ظروف دولية سريعة التغير الحالية، بما في ذلك في إطار المنصات المتعددة الأطراف المختلفة مثل مجموعة البريكس، حيث تترأسها روسيا في عام 2024.


*هل تسعى روسيا لإعادة التعددية الدولية من جديد ؟

** لابد من خلق نظامًا عالميًا تتوازن فيه القوى وتتعاون وتتفق سياساتها الخارجية مع بعضها البعض، ولا ينبغى عدم السماح لقوة واحدة للهيمنة على العالم وتصبح شرطيًا للعالم وتترك العنان لدول بعينها أن تفعل ما تريد دون محاسبة، كما لا تسمح للشعوب بتحديد مصيرها حسب غاياتها وأهدافها كما حدث مع شعبى جزيرة القرم ودونيسك والذى يعد إنتهاكا للإعلان العالمى للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن ترأس روسيا إجتماع مجموعة البريكس المرتقب ساعية لدعم مراكز قوى الدول الإقليمية فى الشرق الأوسط وإفريقيا.



*هل هناك مطالب روسية من الرئيس السيسى والدولة المصرية ؟

** ما ننتظره من الحكومة المصرية والشعب المصرى والقيادة السياسية المصرية فقد تفهم فهم حقيقى للوضع الحالى للعملية العسكرية بأوكرانيا وما يحدث على خط التماس ، فقد نريد إعلام الجانب المصرى بحقيقة الوضع الحالى وهو من سيقيم موقفه ، باعتبار أن مصر دولة ذات باع كبير سياسي ، مصر دولة ذات سيادة ، نحن لا نملى شروط على أحد كما تفعل دول أخرى ، ولا نعاقب أو نعمل بسياسة الثواب والعقاب ، ولكن نحن فقد ننقل لأصدقائنا المصريين الحقائق ، ونحن ننتظر النتائج . 

ليس من المنهج الروسى إملاء أية أمور على أى شخص أو طرف أخر  ، ولا نملى على أى طرف مواقف مسبقة ، فقد ننقل المعلومات الصحيحة  والحقيقية غير المزيفة ، وعلى الحكومة والقيادة المصرية أن يدركوا المعلومات الصحيحة لكى تتخذ القرارات المناسبة  ، هذا فقد ما ننتظره من اصدقائنا من الجانب المصرى .


*كيف تصف الأوضاع العسكرية للحرب الروسية الأن فى الأراضى الأوكرانية ؟

** نحن الأن متفوقين على الجانب الاستراتيجى للجبهة الأوكرانية ، الجيش والقوات المسلحة الروسية حققوا كل الأهداف الاستراتيجية التى حددها القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس الروسى فلادمير بوتين ، ويتم تنفيذها الأن بشكل حاسم على الجبهة الأوكرانية .

تتقدم القوات الروسية الأن بكل ثبات على الجبهة الأوكرانية ، لكى تنفذ هدف رئيسى هو حرمان القوات المسلحة الأوكرانية من إمكانية التوسع شرقاً لكى لا تستطيع أن تستهدف مدن مليئة بالسكان على الأراضى الروسية مثل بلجراد ، دانتس ، لوجانس ، خير سون والمدن الأخرى وعلى هذا الأساس نحن نحافظ على المصالح القومية الروسية .

الغرب يستغل النظام الأوكرانى لكى يشكل ضغطاً على الحكومة والشعب الروسى ويشكل تهديداً على الأمن القومى الروسى .


*هل الحرب روسية أوكرانية فقط أم روسية غربية ؟

**الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا هى مجرد غطاء لحرب أمريكية غربية بالوكالة ضد روسيا، ما يحدث فى أوكرانيا وما يحدث للشعب هناك لا يهم الولايات المتحدة كما يهمها مصالح باقى الشعوب الأوروبية التى تورطت فى هذه الحرب بدافع من واشنطن وعلى رأسها ألمانيا التى تموّل نظام كييف بالمليارات التى وصلت حتى الأن مجتمعة 200 مليار دولار فى مواجهة 48 مليار من روسيا، الأضرار البالغة التى تلحق بالشعب الألمانى وغيره من شعوب الدول الغربية التى تقطتع من أقوات شعوبها لتمويل نظام أوكرانيا لإطالة أمدها لأطول فترة ممكنة ولا يهمها فى نهاية الأمر مصير الشعب الأوكرانى .


*لماذا لم تلجأ روسيا للطرق الدبلوماسية والسلمية لتحقيق أهدافها بدلاً من الحرب ؟

**لقد حاولنا مراراً وتكراراً أن نحل هذه الأمور ليس بالخيار العسكرى ولكن عن طريق التفاوض والخيار السلمى ، لكنهم لم يعطونا هذا البديل . فلم يستمعوا لنا ولم يعطونا الفرصة لكى يتم التفاوض للوصول إلى حل سلمى ، وعلى هذا الأساس لم يكن أمامنا أى خيار أخر أمام الجانب الروسى غير الحرب ، وعلى هذا الأساس سيكون الهدف من هذه العملية العسكرية هو نزع سلاح النظام الأوكرانى بشكل كامل  ، كى لا تكون هناك دولة تشكل تهديداً على المصالح الروسية أو على مصالح أى دولة أخرى ، بمعنى يجب أن تكون أوكرانيا دولة غير مهددة للأمن القومى الروسى مستقبلاً .


*سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى زار مصر وتحدث من قلب جامعة الدول العربية والتى طرحت مبادرة السلام العربية للأزمة الروسية الأوكرانية كما طرحت بكين الوثيقة الصينية التى تطالب بالعودة لحدود عام 2014 ،فكيف ترى روسيا مبادرات السلام  تلك ؟ 

** على مدى عشر سنوات دخلت روسيا أكثر من شكل من أشكال التفاوض للوصول لحل سلمى ، وفى كل مرة لم تعترض أو ترفض موسكو الدخول فى مفاوضات جديدة للوصول لحل سلمى عادل للقضية  ، وقد قررنا أكثر من مرة على مدى عشر سنوات ، إذا لم تستمعوا لنا الأن ، سوف تكون الحلول أصعب وأصعب مع مرور الوقت وستكون الحلول المعروضة أسوأ بالنسبة للطرف الأوكرانى .


فى عام 2014 قابلنا بحل بهذا الشكل لكنهم رفضوه ، نحن الأن فى 2024 لا يمكن العودة لأية مبادرات قديمة مرت عليها عشر سنوات ، لقد تم عمل تصويت شامل لكل شعوب جمهوريات لوجانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون وقد صوتوا أولا للحصول على الاستقلال ومن ثم للانضمام  للأراضى الروسية  ، لقد تم ذلك وفقاً للدستور ووفقاً للقانون الدولى ، من الصعب الأن أن نرمى مثل تلك القرارات وتقرير المصير لهؤلاء الشعوب فى عرض الحائط 


* عقدت سويسرا مؤتمر السلام لأوكرانيا , هل هناك فرصة للتوصل إلى محادثات سلام بالرغم من عدم دعوة وحضور روسيا للمؤتمر ؟

** بكل بساطة لن تكون هناك أى مبادرات جادة  تقر الأن فى سويسرا لإقرار السلام فى أوكرانيا فى ظل عدم وجود روسيا . لن تكون هناك أى حلول ، هذه فعالية دعائية  - بروباجاندا – لها أهداف أخرى ، ولا تستهدف وقف إطلاق النار وإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا ، أى دولة شاركت فى مثل هذه الفعالية ، يجب أن تسأل نفسها سؤالاً مهماً ، هل تستهدف الفعالية إقرار السلام  بين روسيا وأوكرانيا أم لا ، وما هو الهدف الرئيسى من السفر لمثل تلك الفعالية ، أظن أن الهدف هو إعطاء قوة أو شكل من أشكال الشرعية لنظام كييف وإظهار أنه مازال ثابتاً وقوى ، وقد يكون أحد الأهداف الأخرى هو حشد الدعم المالى والتمويلى لتسليح الجانب الأوكرانى ، قد يكون حشد تحالف جديد وإدخال أعضاء جدد لدعم نظام كييف ، لكن لن تؤدى مثل تلك الفاعلية أو هذا المؤتمر بأى شكل من الأشكال إلى إحلال السلام فى أوكرانيا .


*إذن ما رؤية روسيا  الخاصة لتحقيق السلام ؟

** سيحل السلام عندما تتحقق الأهداف التى حددها روسيا قبل العملية العسكرية الخاصة ، والتى لم يوافقوا على حلها بالطرق السلمية ، واضطرننا إلى الطريق الحربى ، إذا حققوها بالطرق السلمية ، سيحل السلام ، فحين تتوقف أوكرانيا عن سعيها إلى الإنضمام للناتو ، و حين تتوقف أوكرانيا عن الحصول على تلك المساعدات العسكرية لتهديد أمن روسيا ، سيحل السلام ، وحين يتوقف الغرب عن دعم أوكرانيا بالسلاح والعتاد والزخائر كى لا تستمر إراقة الدماء فى تلك الجبهة مع روسيا ، وحين يتوقف النظام الأوكرانى عن نزعته النازية وأن يتم تقديمهم للمحاكمة العادلة ، فقط حين يتحقق ذلك ، سنستطيع دون إراقة الدماء ، أن يتم وقف إطلاق النار ويحل السلام بين الدولتين ، ونحافظ على حياة مئات الألاف من الأرواح بين الطرفين ومئات الألاف من الأشخاص الذين يتم تعبئتهم الأن فى أوكرانيا وأرسالهم مباشرةً لكى يموتوا على الجبهة 


*كيف ترى انضمام فنلندا وبولندا إلى حلف الناتو ؟

** دخول فنلندا الى حلف الناتو ومن قبلها بولندا واللتان تجمعهما حدودا مع روسيا يخالف الإتفاق الروسى الأمريكى والأوروبى الذى يحظر إمتداد حلف الناتو من ضم دول على حدود روسيا، والذى يسمح بحشد قوات الحلف على حدود روسيا التى حذرت من قبل من إندلاع حربا وصداماً مع جاراتها الأوروبية وهو ما يجنى ثماره الجميع الأن.


*أوكرانيا تقول أنه قتل مئات الألاف من الجنود الروس فى جبهات الحرب  ، هل هذا صحيح ؟

**هذا كذب ؟

*الغرب يقول أن الحرب الروسية هى اعتداء على سيادة دولة جارة وانتهاك للتعايش المشترك  وحسن الجوار، كيف ترد روسيا على ذلك ؟

** كيف تستطيع أن تصف دولة بأنها ذات سيادة وهى دولة تعيش على الموارد من دول أخرى ويتم تمويلها وتسليحها لكى تهدد مصالح دولة أخرى ، عن أى سيادة يتحدثون . 

لماذا لا تعتبرون أن تلك الجمهوريات الوليدة ، لوجانسك ودونيتسك ، تلك الدول التى بالفعل حصلت على استقلالها ، وهى دول أيضاً ذات سيادة وهى من قامت بتوقيع اتفاقيات الدعم المشترك أو الصداقة مع روسيا لكى تقوم روسيا بحمايتها ، أليست تلك الدول ذات سيادة ؟

حتى تستطيع أن تقارن ويكون لديك مقاربة عادلة بين المواقف ، قارن ما يحدث هناك بما يحدث الأن فى قطاع غزة 

أوكرانيا بنفس المنطق ، ما يحدث على حدودكم ، دولة أرادت بدعم أوروبى وغربى أن تقوم بتدمير تلك الجمهوريات وتسويتها بالأرض دون أن يتم عقابها أو إلحاق المسئولية بها وبصمت مطبق من كل دول العالم .

 لكن روسيا على الرغم من تلك العقوبات التى تعرضت لها قررت أن تدعم تلك الجمهوريات ويجب أن نكمل تلك العملية العسكرية حتى تحقق أهدافها .


*هل هناك مخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية بين الصين وأمريكا إثر الدعم الإمريكى لتايوان؟

** على مدى سنين طويلة الولايات المتحدة الأمريكية تعلمت ألا تدخل فى حرب بنفسها ، لأنها علمت جيداً أن تلك الحروب التى تقوم بها بنفسها ، فى أكثرها سيكون بها خسائر كبيرة لها ، هى دائما ما تدخل حروب بالوكالة ، هناك صراعات كثيرة تقوم هى بتأجيجها ، وتصنع قلاقل داخل دول لكى تتخلص من أنظمتها ، لكن الولايات المتحدة الأمريكية لن تحارب مرة أخرى وجهاً لوجه ،


دائماً ما كانت الولايات المتحدة الأمريكية هى من تبادر بإثارة تلك القلاقل ، أو بالحروب مع الدول الأخرى ، لكن روسيا والصين دول مسالمة ، روسيا تهتم بمصالحها ومصالح شعوبها و تقوم ببناء دولها ، لا تتعرض بالهجوم على أى دول أخرى ، لكن حينما ترى أمراً غير عادل يجب عليها التدخل 

*العالم الغربى فرض العقوبات على روسيا ثالث يوم الحرب الروسية الأوكرانية فى حين دعم الغرب الاحتلال الإسرائيلى فى حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة لمدة ثمانية أشهر ، كيف ترى هذا التناقض وهل تسعى روسيا لإعادة القطبية لإنهاء هذه الازدواجية ؟

** الفكرة حينما تنصب دولة نفسها الحكم و القاضى والشرطى وهى من تقرر من على حق ومن ليس على حق ، هذه هى أصل الأزمة التى نعانى منها الأن ، الحل والمخرج من تلك الأزمة هو أن تكون الأغلبية الصامتة فى العالم يداً بيد معنا ومع دول كبرى أخرى حتى ننهى هذه الهيمنة  وأن يكون هناك عالم متعدد الأقطاب  ، لم ينظر أى شخص فى العالم لما حدث قبل العملية العسكرية بأسبوع أو أسبوعين فى دونباس حينما قام نظام كييف بسحق هذه الجمهورية وقتل  المدنيين فيها ، لم ينظر أى شخص أو يرفع صوته فيما يخص تلك المذابح . نحن نرى أنه من غير العادل ومن غير المقبول أن يكون هناك صمت على الاعتداءات الصارخة على القانون الدولى وعلى القانون الإنسانى . ونحن ضد فكرة الكيل بمكيالين وفقاً لطبيعة الضحية ، نحن ضد فكرة أن يفسر طرف من الأطراف من الجانى ومن المجنى عليه وفقاً لمعطياته  ومنظوره الشخصى 


*كيف ترى روسيا التناقض الأمريكى لقرارى المحكمة الجنائية الدولية عندما رحبت فى مارس  2023 بصدور قرار اعتقال الرئيس بوتين ورفضها الأخير لصدور قرار اعتقال نيتنياهو وغالانت ؟

** بشكل مختصر ، وجود محكمة تكون وظيفتها الرئيسية استخدامها كأداه للضغط بشكل من الأشكال على أحد الأنظمة ، حينما يكون هذا الضغط لصالح تلك الدولة ، ويضرب بنظير هذا القرار عرض الحائط عندما لا يكون هذا ليس فى صالحهم ، بهذا المحكمة الجنائية الدولية ليس لها جدوى لتحقيق العدالة الدولية بشكل جاد وحقيقى ، خاصةً إذا كان الهدف من إنشاء تلك المحكمة استخدامها كأداه سياسية ، فليس لها جدوى .

إذا كان هذا القرار ضد دولة فى أحد القارات وأريد أن أمارس ضغط عليها تستصدر المحكمة قرار ، لكن هناك دول أخرى تقوم بانتهاكات أكثر فزاعة منها ، وفى نفس الوقت لا أعترف وأرفض قرارها ضد تلك الدولة 

وعلى هذا الأساس نحن ليست لدينا أية علاقات مع المحكمة الجنائية الدولية 


*هل هناك قوافل جديدة من القمح الروسى لمصر؟

** هذا أمر إقتصادى ، لكن روسيا صرحت بأنها من أكبر اللاعبين فى العالم فى مجال انتاج الحبوب والقمح وأنها مستعدة دائماً بتعويض أى شحنات لم تصل لمصر من أطراف أخرى على سبيل المثال من أوكرانيا ، نظراً للعقوبات وصعوبة اللوجيستيات وخلافة ، تعويض تلك الشحنات للجانب المصرى حتى لا يتأثر المواطن المصرى والشعب المصرى بأية أمور تتعلق بالعملية العسكرية  أو الوضع مع أوكرانيا ، لكن هو أمر له أفاق واسعة ونحن منفتحون دائماً مع الشعب المصرى .